الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا  في الصحافة العالمية 26/2/2018

سوريا  في الصحافة العالمية 26/2/2018

27.02.2018
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الالمانية والفرنسية :  
الصحافة الامريكية والبريطانية :  
الصحافة العبرية والايرانية والتركية :                                                               
الصحافة الالمانية والفرنسية :
الصحافة الالمانية :هل تتوسط ألمانيا بين إسرائيل وإيران في سوريا؟
خالد شمت-برلين
تحت عنوان "لماذا ينبغي على ألمانيا التوسط بين إيران وإسرائيل بالشرق الأوسط؟" عدَّد غيل مورسيانو الباحث بمؤسسة الدراسات السياسية والأمنية ببرلين في مقال نشر بصحيفة هاندلز بلات الألمانية أسباب دعوته الحكومة الألمانية للوساطة بين إيران وإسرائيل بهدف تأسيس نظام أمني يجمعهما في سوريا، ومنع وقوع مواجهة عسكرية مدمرة بينهما.
واستهل مورسيانو، الذي يعمل في مؤسسة تقدم الاستشارة للحكومة والبرلمان الألمانيين في صياغة السياسة الخارجية، مقاله بالإشارة إلى أن الخطر الكبير بحدوث مواجهة غير متعمدة بين إيران وإسرائيل في سوريا يدفع للحديث عن وساطة ألمانية بين الطرفين، وذكر أنه حتى لو لم يخطط أي من الجانبين لبدء مواجهة عسكرية واسعة النطاق، فمن المحتمل أن تقود تطورات الأوضاع الأخيرة إلى مواجهة غير مقصودة.
وقال مورسيانو الذي يعمل في مؤسسة الدراسات السياسية والأمنية إن برميل البارود السوري يتيح حاليا بيئة مثالية لكي تتسبب حسابات خاطئة في حرب مدمرة بين إيران وإسرائيل اللتين تعملان في سوريا وفق أجندتين متناقضتين، ويسعى كل منهما تحت ضغوط شديدة على إنفاذ أجندته.
نظام أمني
وتوقع الباحث الإستراتيجي الألماني أن تتفاقم الأوضاع في سوريا بين إيران وإسرائيل إذا لم ينشأ نظام أمني يعترف به الطرفان، وينظم عملياتهما العسكرية، ويضمن عدم وقوع تصعيد بينهما، ولفت إلى أن مثل هذا النظام كان قائما في لبنان في حقبة التسعينيات بين إيران وحزب الله اللبناني وإسرائيل.
ويرى مورسيانو أن إنشاء هذا النظام الأمني يحتاج إلى طرف ثالث لديه القدرة والاستعداد للوساطة بين الإيرانيين والإسرائيليين، ونوه إلى أن "الولايات المتحدة لعبت عادة هذا الدور في السنوات الأخيرة، لكن سياسة رئيسها دونالد ترمب غير المتسقة تجاه سوريا تثير شكوكا بشأن قيامها مجددا بهذا الأمر"، ويضيف الباحث الألماني أن روسيا الداعمة لنظام بشار الأسد لا يمكنها أيضا الاضطلاع بدور الوسيط المحايد بسبب تعاونها المستمر مع إيران.
وذكر الكاتب مورسيانو "أن ألمانيا بخلاف أميركا وروسيا تمتلك القدرة والخبرة العملية التي تمكنها من الوساطة، وإقامة نظام أمني إيراني إسرائيلي في سوريا، والتحول إلى قوة دافعة لتحالف دولي يعطي لإيران محفزات لكبح جماح طموحاتها في سوريا".
وأضاف المتحدث نفسه أن برلين هي أولا حليف إستراتيجي لتل أبيب، وهي تقيم حوارا إستراتيجيا مع طهران، وتتمتع بقدرة التأثير السياسي على الإيرانيين وممارسة ضغوط اقتصادية عليهم، مثلما ظهر في مفاوضات الاتفاق النووي الإيراني.
خبرة وساطة
ونوه الباحث مورسيانو إلى أن ألمانيا أحد الفاعلين الدوليين القلائل الذين يتوفرون على خبرة عملية بالوساطة غير الرسمية بين إيران وحزب الله وإسرائيل، وأوضح أن استخبارات ألمانيا ودبلوماسييها أثبتوا في العقود الثلاثة الماضية قدرة على الوساطة الناجحة بين الأطراف الثلاثة في قضية معقدة هي تبادل الأسرى.
وأشار الباحث إلى أن لألمانيا وأوروبا بأسرها مصلحة مباشرة بمنع التصعيد العسكري في الشرق الأوسط، وقال إن مواجهة عسكرية إيرانية إسرائيلية بسوريا من شأنها إضفاء بُعد جديد للصراع الراهن، وهز استقرار الشرق الأوسط كله، وما يمكن أن يترتب عليه من إحياء لطموحات إيران النووية، وتهديد الاتفاق النووي المبرم بين طهران والمجتمع الدولي.
وخلص الباحث إلى أن ألمانيا يمكنها عن طريق هذه الوساطة أن توظف "تميزها كفاعل سياسي خارجي، وتكريس دورها القيادي البناء في عالم صاعد متعدد الأقطاب".
==========================
 “ليبراسيون” الفرنسية: الغوطة الشرقية “مقبرة الأحياء
العدسة – إبراهيم سمعان
في مواجهة المجزرة الدائرة في الغوطة الشرقية، مازال المجتمع الدولي يحاول كسر الجمود تجاه هذه المأساة، مع استمرار طائرات النظام السوري في قصف آخر جيوب للمعارضة شرق العاصمة دمشق، ما أدى إلى سقوط 464 قتيلاً، وإصابة أكثر من 2100 آخرين.
صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية سلطت الضوء على أكبر مأساة وأعنف كارثة يتعرض لها المواطنون في الغوطة الشرقية والتي وصفتها الأمم المتحدة بأنها “جحيم على الأرض”.
وتحت عنوان “نحن نعيش في مقبرة للأحياء” نشرت “ليبراسيون” شهادة مواطنة لسكان الغوطة، وهي أم في الـ 28 من العمر تدعى غفران، اختصرت بكلماتها هذه الوضع بالمدينة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه منذ عام 2013، تخضع الغوطة الشرقية للحصار، وهي منطقة تقع شمال شرق دمشق، ورغم ذلك تتعرض لقصف مكثف منذ أسبوع من قبل النظام وحلفائه.
وعلى الرغم من عزلتهم، يتمكن المواطنون من وصف محنتهم، وذلك بواسطة هواتفهم النقالة، والوصول إلى الإنترنت عبر الأقمار الصناعية.
ووصفت غفران الوضع قائلة: “قبرنا ينقسم إلى عدة مقصورات ترابية صغيرة، كل واحدة تأوي مجموعة من الموتى الأحياء، اضطر الأطفال إلى التخلي عن لعبهم، ودمياتهم ومدارسهم والبقاء مع والديهم في زاوية واحدة أو غيرها من القبر المظلم، لكن ذلك لم يفقدهم القدرة على اللعب، حتى لو كانوا يتقاسمون المكان مع الجرحى، أو امرأة تلد، أو بكاء طفل جديد عقب الولادة”.
وأضافت: “حيطان ملجئنا ترتج جراء حدة القصف، ونتساءل هل باتت النهاية قريبة؟ ما الذي جنيناه كي نموت في هذا المكان الذي يشبه الجحيم؟”.
وأكدت غفران أنه “بين الجدران الرطبة وغير الصحية لهذه الأقبية، لا نملك العناصر الأساسية للبقاء على قيد الحياة، وأجد نفسي عالقة هنا في سباق مع الضوء الخافت لمصباح على وشك أن ينطفئ قبل أن أنتهي من الكتابة”.
وتبين “ليبراسون” أن النظام يدعي أنه يستهدف الجماعات المسلحة، لكن في الحقيقة يستهدف المدنيين فقط! وأمام المقبرة الجماعية، لا يزال المجتمع الدولي عاجزًا عن فعل أي شيء.
وهذه أعنف حملة قصف جوية تشهدها المنطقة التي يتواجد فيها نحو 400 ألف مدني، منذ بدء النزاع في سوريا قبل سبع سنوات.
وكانت الأمم المتحدة دعت إلى وقف فوري للقتال، ووصف الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو جوتيريس، الوضع فيها بأنه “جحيم على الأرض”.
وقال “جوتيريس” أمام مجلس الأمن الدولي: “أوجه نداء إلى كل الأطراف المعنية من أجل تعليق فوري لكل الأعمال الحربية في الغوطة الشرقية لإفساح المجال أمام وصول المساعدة الإنسانية إلى جميع من يحتاجون إليها”.
ووفقا للخبير في شؤون الشرق الأوسط مايكل يانسن، خضعت الغوطة الشرقية لسيطرة المقاتلين المعارضين عام 2013، وهي الآن الملاذ الأخير لمقاتلي “فيلق الرحمن” بمنطقة دمشق، المدعومين من السعودية، ويسعى نظام بشار الأسد حاليا إلى “ممارسة ضغوط عسكرية” على هذه المنطقة للتخلص منهم.
وما يميز الغوطة الشرقية عن باقي أنحاء البلاد، أنها ليس لديها أسباب تجعل أي دولة توجه إليها المساعدة، فالقوى الدولية المشاركة في أجزاء أخرى من سوريا، لديها مصالح إستراتيجية قليلة من شأنها أن تدفعها إلى العمل في هذه الضاحية.
ونتيجة لذلك، لا توجد عوامل مساومة لنشر قوات برية أو التوصل إلى اتفاق وراء الكواليس، وهي مبادرات ساعدت على الحد من العنف في أماكن أخرى من البلاد.
ويزيد التصعيد العسكري على الغوطة الشرقية من معاناة المدنيين والكوادر الطبية التي يتوافد إليها يوميا مئات الجرحى، كما لم تسلم المستشفيات من القصف، ما أدى إلى خروج أغلبها عن الخدمة، ما جعل  “اللجنة الدولية للصليب الأحمر” تطالب بالسماح لها بدخول المنطقة لعلاج المصابين.
==========================
الصحافة الامريكية والبريطانية :
بلومبيرغ :ثقب الذاكرة السورية يفتح الطريق لخطر أكبر
تيلر كوين
أحياناً تكون الأحداث الأكبر هي تلك التي تحظى بالقدر الأقل من الدعاية والاهتمام الإعلامي، والواضح أن غياب الاهتمام في حد ذاته جزء من القصة. وأجد أن ثمة ما يثير الاستغراب في غياب الاهتمام الإعلامي نسبياً بنبأ قتل قوات مدعومة من الولايات المتحدة ما يتراوح بين 200 و300 من المرتزقة الروس، هذا الشهر، داخل سوريا.
في كثير من السنوات، ربما كان هذا ليصبح الخبر الأكثر إثارة للقلق، ويبقى متصدراً لوسائل الإعلام لأسابيع، بل وربما لشهور. ومع هذا، فإنه في فبراير (شباط) 2018 لم يحظ الخبر باهتمام ملحوظ من أي وسيلة إعلام إخبارية كبرى.
ولا تزال المعلومات المعروفة على النطاق العام حول الحادث محدودة؛ لكنها تبدو مثيرة للقلق. على سبيل المثال، أشارت وكالة «بلومبيرغ» إلى أن: «أكثر من 200 جندي متعاقد معهم، معظمهم روس يقاتلون إلى صف قوات رئيس النظام السوري بشار الأسد، قتلوا في خضم هجوم فاشل ضد قاعدة تسيطر عليها قوات أميركية وكردية، في منطقة دير الزور الغنية بالنفط»، وقد جرى وصف الحادث بأنه الصدام الأكبر بين قوات أميركية وروسية منذ الحرب الباردة. وعلى ما يبدو، فإن ثمة صلة وثيقة بين المرتزقة الروس والحكومة الروسية.
من جانبه، وصف أحد المعلقين الروس الحادث بأنه «فضيحة كبرى، وسبب يستدعي اندلاع أزمة دولية حادة».
من جهته، أشار خبير الشؤون الخارجية الأميركي إيان بريمر، إلى أنه: «من زاوية ما، يبدو أمراً مثيراً للصدمة، أن هذا الحادث لم يهيمن على اهتمام وسائل الإعلام بعد».
وقد أدركت أن في دائرة معارفي الكثير من الحاصلين على قسط وافر من التعليم، بعضهم خاضوا الدراسات العليا ويعيشون داخل أو القرب من واشنطن، ليسوا على دراية بوقوع مثل هذا الحادث من الأساس. ويبدو كما لو أن الحادث وقع في ثقب بالذاكرة، ويعود أحد الأسباب وراء ذلك إلى رغبة الأميركيين والروس الواضحة في تجنب تفاقم الصراع.
وهنا ثمة تساؤل يطرح نفسه: هل هذا الحادث مجرد حدث استثنائي، أم أنه مؤشر على حدوث تحول أكثر عمقاً على الصعيد العالمي؟ في الواقع، بدأت أميل إلى التفسير الثاني. وربما يدفع البعض بأن النظام الدولي أصبح اليوم أقل هشاشة، بحيث أصبح من الممكن وقوع صدام صغير دون أن يسفر عن تصعيد كبير. وعلى ما يبدو، يحمل هذا الأمر جانبين: إيجابياً وسلبياً.
يكمن الشق الإيجابي في أنه لدى وقوع مثل هذه الصراعات الصغيرة، فإنها ربما يطويها النسيان في غضون فترة قصيرة. ويبدو أن هذا القول ينطبق على هذا الحادث تحديداً. من جانبهم، يعتقد سياسيون أن ثمة قيماً كبرى يتهددها الخطر في إطار النظام الدولي، ولا يرغبون في الإخلال بالسلام السائد بسبب حادثة واحدة مؤسفة. ولأسباب متنوعة - تتضمن بالتأكيد سيطرة الدولة - وافقت وسائل الإعلام في البلدين هذا التوجه.
في جوهره، يبدو ذلك على النقيض تماماً، من عالم كان يمكن أن تؤدي حادثة دبلوماسية صغيرة فيه إلى اشتعال حرب، مثلما حدث مع الحرب الفرنسية - الروسية عام 1870.
وربما تتجلى هذه الظاهرة الدولية الجديدة أيضاً في الأزمة الكورية الشمالية، ذلك أن «التغريدات» المهينة التي نشرها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ووصف خلالها الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بأنه «قصير وبدين»، تعتبر غير مألوفة إطلاقاً في أي حقبة دبلوماسية حديثة. الواضح أن العالم بدأ يتعلم تجاهل كثير مما يقوله أو يفعله ترمب.
إلا أنه للأسف الشديد، ومثلما الحال غالباً في الشؤون الإنسانية، فإن الجانب السلبي هنا يرتبط بصورة وثيقة بالآخر الإيجابي. إذا كان العالم يبدي قدراً أكبر من الصلابة فيما يتعلق بالصراعات المسلحة والخلافات الدبلوماسية، ربما يكون السبب وراء ذلك في أنه بحاجة حقيقية إلى هذا السلوك الجديد. الملاحظ أن ثمة دلائل تشير إلى أن الصراعات الدولية أصبحت أكثر عنفاً، وهناك اعتقاد عام بأن «باكس أميركانا» لم يعد بالصورة التي كان عليها.
بالنسبة للناخبين ونشطاء شبكات التواصل الاجتماعي من الأميركيين، يبدو أنهم أكثر اهتماماً بالمضي قدماً في سلسلة من الحروب والنقاشات الثقافية حول الرئيس ترمب. ولا يبدو هذا مؤشراً يبعث على التفاؤل بالنسبة للنفوذ الأميركي الدولي.
الأسوأ من ذلك أنه مع تنامي التساهل تجاه حالات معينة من الصراعات، يتنامى الإغراء تجاه السماح ببدء مثل هذه الصراعات؛ نظراً لأن العقوبات لن تكون قاسية. وبذلك ينتهي الحال إلى تورط مزيد من الأطراف في مغامرات عنيفة.
الحقيقة المؤسفة أن عالماً أكثر تساهلاً إزاء الصراع، من المحتمل أن ينتهي به الحال عالماً مليئاً بالصراعات.
إذن: هل الهجوم الروسي المشار إليه داخل سوريا الخبر الأهم في العام؟ ربما لا؛ لكن الجديد في الأمر هو التقليل المتعمد من أهميته وخطورته. تطور جديد يبعث على القلق البالغ.
 
* بالاتفاق مع «بلومبيرغ»
==========================
الغارديان: "سوريا تحت القصف كالمعتاد والأمر يعود لروسيا"
نشرت الغارديان تحليلا عن تطورات الأوضاع في الغوطة الشرقية لسايمون تيسدال مساعد رئيس التحرير والمتخصص في الشؤون الخارجية يعزي فيه استمرار القصف في الغوطة إلى القرار الروسي.
ويعتبر تيسدال أن القرار الروسي هو السبب الرئيسي في تعرض الغوطة للقصف الجوي بعد أقل من 24 ساعة من قرار مجلس الأمن الدولي الذي جاء بالإجماع بفرض هدنة تستمر 30 يوما في المنطقة.
ويقول تيسدال إن "بشار الأسد لم يعد مهتما بما يظنه العالم فلم يعد لديه أي سمعة على المستوى الدولي يخسرها، وربما يعتقد أنه بعملية برية أخيرة يمكنه ان يسيطر على الغوطة وينهي الأمر".
لكن تيسدال يعود للتأكيد أن روسيا هي المفتاح الرئيسي لاستمرا القصف وأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتحمل العبء الاكبر من المسؤولية لأنه شخصيا من تدخل قبل نحو عام ونصف لإنقاذ الأسد من الانهيار في الوقت الذي كان يخسر فيه كل شيء.
ويقول تيسدال إن "بوتين حتى قام بحماية كلبه البودل السوري من الاتهامات بارتكاب جرائم حرب ومنع التحقيقات في استخدامه أسلحة كيماوية".
ويضيف تيسدال أن بوتين هو من تدخل وهاتف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لوقف التصعيد في سوريا بعد إسقاط المقاتلة الإسرائيلية في الاجواء السورية كما أنه أيضا من أخر قرار مجلس الامن الدولي الأخير بفرض هدنة في سوريا.
==========================
"الأوبزرفر": المجتمع الدولي عاجز عن وقف نزيف الدماء في الغوطة الشرقية
كتب - عبدالعظيم قنديل:
استهلت صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية افتتاحيتها الصادرة، الأحد، بالحديث عن فشل الأمم المتحدة في وقف مذابح الغوطة الشرقية، منوهة أن مع دخول الحرب في سوريا عامها الثامن يبدو مستقبل النظام العالمي قاتمًا في ظل تصاعد الموت والدمار.
وقالت الافتتاحية إن معاناة سكان الغوطة الشرقية المحاصرين بالقرب من دمشق، هي أشد ما شهده هذا الصراع المروع، في الوقت الذي تتزايد وحشية نظام الرئيس السوري بشار الأسد مع دخول الحرب الأهلية السورية عامها الثامن في الشهر المقبل.
كما أشارت الصحيفة البريطانية إلى عجز المجتمع الدولي على وقف تصاعد وتيرة الموت والدمار في الغوطة.
ووصفت الافتتاحية مشروع قرار مجلس الأمن بالمتواضع، حيث شهدت الجلسة اختلافات بشأن وقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا في سوريا، خاصة مع تزايد الحديث عن أن القرار لن يكون إصلاحًا طويل الأجل. وهو منفصل عن عملية السلام المتوقفة في الأمم المتحدة.
وانتقدت الصحيفة البريطانية مطالب روسيا بالحصول على ضمانات كافية تلزم المسلحين المتمركزين في الغوطة بتطبيق الهدنة، ولذا كان الحدث مع القيادة الروسية بمثابة اهدار للوقت، في هذه الحرب لا حدود لها ولا ضمانات، والأهم من ذلك أنه ليس هناك ما يضمن أن قوات الأسد ستحترم أي اتفاق في الأيام المقبلة.
واعتبرت الافتتاحية أن تأخر روسيا فى استصدار قرارات ضد وحشية الأسد بات طبيعة قيادة بوتين الخارجة عن القانون، حيث استخدمت موسكو حق النقض "الفيتو" ضد 10 قرارات سابقة في سوريا لتعزيز سياستها الداعمة للأسد. وقد حرمته ورفاقه من تحقيقات الأمم المتحدة في جرائم الحر
ولفتت "الأوبزرفر" إلى تسويف القيادة لاستصدار قرار وقف إطلاق النار كان على أمل تحقيق قوات الأسد انتصارًا، ولكن خطوات موسكو تركتها معزولة، حتى الصين، التي تتبع عادة موسكو بشأن قضايا الأمن الدولي، أبقت رأسها إلى أسفل، وحبذ جميع الدول الأعضاء غير الدائمين فى مجلس الأمن وقف اطلاق النار. كذلك، فإن الأعضاء الثلاثة الغربيين الدائمين. وحتى دونالد ترامب، قال "إن سلوك روسيا عار". ولكن كما أظهر بوتين في أوكرانيا وقضايا أخرى، فإن العزلة الدبلوماسية لا تثير مخاوفه.
وأضافت الصحيفة البريطانية أن الجهات الفاعلة الأخرى في مأساة سوريا التي لم تشارك بشكل مباشر في أحداث الأمم المتحدة في الأسبوع الماضي تتقاسم عبء العار، فضلًا عن دور إيران في سوريا وعلاقته بالاتفاق النووي مع الغرب عام 2015، وبالمثل، فإن التوغل التركي الأخير في عفرين، زاد الأمور سوءا.
واختتمت الافتتاحية بقولها: "إن التصرفات المنفردة للدول الفاعلة في الأزمة السورية باتت أكبر مشكلة تواجه الأمم المتحدة، مما وضع نظام مجلس الأمن برمته، ومكانته كمنتدى دولي بارز، عرضة للخطر، ولذا فإن مستقبل الحوكمة العالمية الجماعية يبدو قاتمًا".
==========================
كاتب بريطاني لـ الغرب: هل ننتظر فناء السوريين حتى نحاسب اﻷسد؟
جبريل محمد 25 فبراير 2018 21:31
قتل المئات في الحصار المفروض الذي لا يمكن تصوره على الغوطة الشرقية، معظمهم من المدنيين، ولكن في السنوات السبع الماضية منذ اشتعال الحرب في 2011، مات ما يقرب من نصف مليون شخص، منهم أكثر من 1000 شخص هذا الأسبوع.
جاء ذلك في مقال للكاتب البريطاني "إيان بوند" نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، لتسليط الضوء على المجازر التي يرتكبها النظام السوري وحلفاؤه في الغوطة، وعدم تحرك الغرب لحماية المدنيين الذين يقتلون بدم بارد جراء البراميل المتفجرة التي يلقيها نظام الرئيس اﻷسد.
وقال الكاتب، الحقيقة: إن" الوحشية تفوز في سوريا لأن القوى الديمقراطية تخاف من مواجهتها، أما بالنسبة لحلفاء الأسد، إيران وروسيا، فإن الوفيات الأخيرة لن تجعلهم بالتأكيد يعيدون النظر في دعمهم، ومنذ بدء الحرب عام 2011، استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) ضد 11 مشروع قرار يدعو لوقف إطلاق النار في سوريا.وتتحمل روسيا، باعتبارها عضوًا دائمًا فى مجلس الأمن، مسؤولية خاصة عن الحفاظ على السلام والأمن الدوليين، وبدلًا من ذلك قامت بحماية الأسد من عواقب أفعاله، بما في ذلك استخدام الأسلحة الكيميائية، وداخل سوريا، شاركت قواتها بنشاط في الهجمات على المستشفيات وغيرها من جرائم الحرب.
وبحسب الكاتب، استجابة الدول الغربية للأهوال في سوريا هي نفسها دائما، المزيد من البيانات التي تشجب وتدين، وبحسب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان "زيد رعد الحسين"، فإن مواجهة جرائم الحرب كانت مخزية منذ البداية، والفشل في إنهائها يعد فشلًا للدبلوماسية العالمية"، ويجب على القادة الغربيين التفكير في تأثير  هذا الحرب على مصالحهم الخاصة، خاصة إذا حقق النظام السوري وحلفاؤه النصر.
وقال الكاتب، يجب على الغرب وحلفائه في المنطقة بذل المزيد من الجهد لإنهاء إفلات قادة سوريا وحلفائهم من العقاب، وأصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا في ديسمبر 2016 بإنشاء لجنة للمساعدة في التحقيق مع المسؤولين عن جرائم الحرب في سوريا ومحاكمتهم، وينبغي لبلدان مثل بريطانيا التي لديها قوانين تسمح بالملاحقات القضائية على جرائم الحرب المرتكبة في بلدان أخرى أن تعمل مع الفريق على فتح القضايا في أقرب وقت ممكن.
وأضاف، إذا كان هناك دليل على تورط القوات الإيرانية أو الروسية في الانتهاكات الجسيمة للقانون الإنساني الدولي، فإنه ينبغي جلبهم للمحاكمة، ويجب على الاتحاد الأوروبي والدول الديمقراطية أن تزيد العقوبات ضد الأفراد والشركات الروسية المشاركة في دعم الصراع في سوريا، وتجميد الأصول وفرض مزيدًا من القيود على الشركات التي تعمل مع الكيانات الروسية النشطة في سوريا.
وينبغي أن تقترن الحملة العسكرية للغرب ضد القوات السورية، برسالة قوية لروسيا مفادها أن تبقى بعيدًا عن المواجهات.
واختتم الكاتب مقاله، بالقول: بعد التدخلات الفاشلة في أفغانستان والعراق وليبيا، يجب على السياسيين الغربيين الذين لا يريدون التحدث مع الناخبين حول العمل العسكري في سوريا، الاعتراف بأن تدخل روسيا في الحرب عقد اﻷزمة، خاصة أنه لا يريد أي شخص التسبب في إشعال حرب عالمية ثالثة من أجل المعارضة السورية، ولكن عندما يقول السياسيون: إنه لا يوجد حل عسكري في سوريا، فإنهم يكذبون، هناك حل عسكري، و الأسد وخامنئي وبوتين يفرضونه، ويستطيع الغرب إما أن يحاول وقفها أو الانتظار حتى يأتي السلام إلى سوريا عندما ينتهي الأسد وبوتين من قتل الناس.
==========================
الصحافة العبرية والايرانية والتركية :
يديعوت أحرونوت :المذبحة في سورية: الأسد لن يبقى
يديعوت أحرونوت
سيفر فلوتسكر
انتصر الأسد على الثوار، ونظامه مضمون للابد. روسيا تعمق تدخلها العسكري في سورية، وتبعا لذلك السياسي أيضا، وستبقى هناك إلى الابد. إيران تبعث بمقاتلي الحرس الثوري إلى سورية كي تقيم فيها قواعد شبه عسكرية، ومنها ينتشر نفوذها إلى الدولة كلها التي ستصبح جريرتها إلى الابد.
مصير مشابه متوقع للبنان: فهو سيكون دولة حزب الله حتى حكم خميني، محاط بالأذرع الطويلة للدب الروسي. هذه صورة الوضع الجغرافي السياسي، بعد سبع سنوات من اندلاع الحرب الأهلية في سورية، مثلما ترتسم في وسائل الاعلام الإسرائيلية والدولية، وفي تحليلات الخبراء وفي استطلاعات واستعراضات جهاز الامن. وهي تلقى القبول لدى الرأي العام، في البلاد وفي الغرب، دون تشكيك.
فاسمحوا لي أن اشكك بها. فالتثبت المزعوم لوجود روسيا، إيران، ونظام الارهاب الأسدي في سورية تكمن فيه بذور الشغب لثلاثتهم، وسعبر وينتهي بسرعة في أيامنا. فروسيا بقيادة بوتين ستهرب من سورية قبل أن تغرق في الوحل الشرق اوسطي مثلما هرب الاتحاد السوفياتي من مصر ومن افغانستان. وقيادة إيران، التي تخاف من انفجار وعاء الضغط للمواطنين المستائين والمحبطين من الاقتصاد المتعذر والفساد المستشري، ستجري حركة "إلى الخلف در" وستترك سورية النازفة لحاله. الأسد لن يبقى.
هذا سيحصل قبل كل شيء بسبب الثمن الدموي الرهيب الذي دفعه ويدفعه الشعب السوري على تمسك الأسد الذي لا هوادة فيه بالحكم. حتى هنا، حتى حسب المعطيات المتحفظة للأمم المتحدة، قتل في اثناء قمع الثورة السورية نحو 490 ألفا من السكان. أكثر بعشرات اضعاف من ضحايا حرب البلقان في التسعينيات. ملايين هربوا من سورية إلى البلدان المجاورة وإلى قارات اخرى، ملايين تنقلوا كلاجئين في داخلها. ثلاثة ملايين لا يزالون يعيشون في مناطق محاصرة، منقطعين عن المساعدة. لا توجد عائلة في سورية لم تعاني من القتل، الدمار والمنفى. بأمر الأسد وبغض نظر روسيا حتى قبل وقت قصير يتواصل استخدام السلاح الكيميائي على انواعه.
في الأسابيع الاخيرة، يعربد جنود الأسد "بنشوة النصر" في ضواحي دمشق في مساعيهم للتصفية الجسدية لما تبقى من مقاومة ديمقراطية للنظام. وفي اثناء أيام قليلة قتل في ضاحية الغوطة نحو 500 مواطن، بينهم 100 طفل. حمام الدماء صور ووثق، وهو ينشر في الشبكات الاجتماعية وفي وسائل الاعلام الجماهيرية، بما فيها في الدول العربية. بما فيها في إيران. صحيح أن العالم المتنور لم يتدخل بالقوة ولم يمنع المذبحة، ولكن من يعتقد بان الجراحات ستندمل من تلقاء نفسها مخطئ. حساب الدم سيتم. دم الاطفال سيصرخ من الارض، والارض في دمشق لن تسكت.
وثمة أيضا الحساب العسكري – الاقتصادي. بسببه روسيا ستكون مستعدة أكثر من أي وقت مضى لان تضحي بالأسد، رغم مناوراتها الدبلوماسية في مجلس الأمن. في الليلة التي بين 6 و 7 شباط أجرت كتيبة من نحو 300 "متطوع" روسي هجوما مفاجئا في شرق سورية على قيادة مشتركة لقوات مساعدة أميركية وثوار ديمقراطيين سوريين. وحسب تحقيق أجرته صحيفة "واشنطن بوست" اقر الكرملين الهجوم. وقد صد بسرعة، بينما خلف "المرتزقة" الروس وراءهم نحو 100 قتيل. لم يصب أي أميركي بأذى. في ذاك الأسبوع سمح الكرملين للإيرانيين في سورية بإطلاق طائرة بلا طيار إلى إسرائيل، وهنا أيضا النتيجة – تدمير الدفاع الجوي السوري الروسي – ما كان يمكن أن تلقى الفرح في بلاط بوتين. نضيف إلى ذلك موجة الاحتجاج ضد المذبحة في الغوطة، والتي تصل أيضا إلى موسكو، وقرار بوتين ترك الأسد والقائه إلى الكلاب هو مجرد مسألة وقت.
إيران هي الاخرى ستخرج من التدخل العسكري في سورية. وحسب مصادر أوروبية، تتبين من استطلاعات الرأي العام التي تجرى هنا معارضة جارفة ومتزايدة من الجمهور الإيران لهذا التدخل. حزب الله اصبح المنظمة الاكثر كرها لدى الجمهور الإيراني، والأسد رئيس الدولة الاكثر كرها؛ الدعم الحكومي لهما يعد عبئا اقتصاديا واخلاقيا لا يطاق.
ليس للامبريالية الروسية والإيرانية الجديدة أي اسناد في بلادهم، والآن ليس لهم أيضا مبرر استراتيجي. وقيادات الدولتين باتت تعرف هذا؛ وهي تبحث عن سبيل دبلوماسي غير مهين جدا كي تنسحب. دون دعمهم، سيسقط الأسد. فمثل كل الطغاة في التاريخ، كلما شعر آمنا أكثر هكذا يكون آمنا أقل. المذبحة بحق أطفال دمشق تسرع نهايته.
==========================
صحيفة إيرانية: موسكو صديقة إسرائيل أسوأ حليف لطهران
هاجمت صحيفة "افتاب يزد" الإصلاحية العلاقات الإيرانية- الروسية، واعتبرت موسكو أسوأ حليف لطهران "ولا يمكن الاعتماد عليها في الصراع مع إسرائيل".
وقالت "افتاد يزد" في افتتاحيتها: "خلافا لما يعتبره البعض بأن العلاقات الروسية- الإيرانية تمر بمرحلة شهر العسل بين طهران وموسكو، فبالنسبة للإيرانيين لدينا ذكريات وتجارب مريرة مع الروس".
وأضافت الصحيفة: "أقوى ضربة جيوسياسية وجهت لإيران هي من خلال روسيا عندما فصلت أرمينيا وجورجيا وأذربيجان من الأراضي الإيرانية".
وتابعت بأنه "عندما بدأت الحرب العالمية الثانية، احتل جنوب إيران من بريطانيا، وشمال البلاد من الاتحاد السوفيتي، وبعد نهاية الحرب، خرج البريطانيون، إلا أن الروس اعتبروا شمال إيران أراض روسية، لذلك لم يغادروا إلا بعد الضغط الأمريكي، والدعاوى التي رفعت في مجلس الأمن الدولي ضد روسيا من إيران".
وأكدت الصحيفة الإيرانية أن أكبر خطأ هو وصف العلاقات الإيرانية- الروسية بالاستراتيجية، حيث أن روسيا في صفقة الصواريخ "S300" لم تسلم الصواريخ إلى إيران في الموعد المحدد، إلا بعد الاتفاق النووي الإيراني مع الغرب.
واعتبرت الصحيفة أن الموقف الروسي في الصراع الإيراني- الإسرائيلي سيكون دائما لصالح إسرائيل، وفي حال وقعت الحرب بين طهران وتل أبيب، ستكون موسكو بجانب دولة الاحتلال بدلا من إيران، وفق قولها.
وقالت الصحيفة: "بينما المواجهة مع إسرائيل تشكل جزءا مهما من السياسة الخارجية لإيران، فإن تل أبيب بمثابة روسيا الثانية بالنسبة لموسكو"، لافتة إلى أن "إسرائيل دعمت التدخل الروسي في سوريا لبقاء بشار الأسد في السلطة".
وأكدت "افتاب يزد" أن كل الهجمات الإسرائيلية التي تنفذ بسوريا تتم بالتنسيق بين الروس والإسرائيليين، وقالت: "صحيح أن الانتشار المتزايد للروس في منطقة الشرق الأوسط كان للحفاظ على بشار الأسد في السلطة، ولكن هذا التدخل لم يكن سيئا بالنسبة لإسرائيل. ومنذ اليوم الأول دعمت تل أبيب تدخل موسكو في سوريا".
وتابعت الصحيفة الإيرانية بأن "هناك الكثير من الاجتماعات التنسيقية بين الإسرائيليين والروس كانت حول السماح لإسرائيل بتنفيذ الهجمات على سوريا".
وحول المواجهات الأخيرة بين طهران وتل أبيب التي أدت إلى إسقاط طائرة "F16" الإسرائيلية قالت الصحيفة: "بعد حادثة إسقاط الطائرة الإيرانية ومن ثم إسقاط الطائرة الإسرائيلية، صرح سفير روسيا في تل أبيب بأنه في حال هاجمت إيران إسرائيل، فإن روسيا ستدعم إسرائيل وتقف بجانبها ضد إيران".
واعتبرت "افتاب يزد" أن الروس غير راضين أيضا عن انتشار الجماعات المسلحة المقربة من إيران قرب ارتفاعات الجولان، وكل ذلك يدل على أن السياسيين في موسكو يتعاملون مع طهران وفقا للبراغماتية الاقتصادية التي تقتضيها مصالحهم الخاصة، ولا يعتبرون إيران شريكا دائما لروسيا، وفق تعبيرها.
وحول نظرة الشعب الروسي لإيران، قالت "افتاب يزد"، إنه وفقا للإحصائيات، فإن نظرة الشعب الروسي سلبية تجاه إيران، وفي استطلاعات للرأي التي أجريت في روسيا، فضل الشعب الروسي أن تكون إيران في المراتب الأخيرة من سلم العلاقات التجارية والاقتصادية والسياسية بين البلدين.
وللتعليق على افتتاحية صحيفة "افتاب يزد"، حذر الخبير الإيراني أحمد موثقي، في حديثه للصحيفة الإيرانية، النظام الإيراني من الاعتماد على روسيا، قائلا: "يجب على إيران أن تحرص على عدم الاعتماد على موسكو في القضايا الدولية".
وأضاف موثقي: "إن التعاون الإيراني- الروسي في سوريا يعدّ مؤقتا، ومع مرور الوقت وتشكيل الاستقرار النسبي في سوريا، ستكون مواقف روسيا مختلفة تماما مع إيران، وسيكون هناك اختلاف بين طهران وموسكو حول المستقبل السوري وغيرها من القضايا في المنطقة".
وطالب الخبير الإيراني بتحسين العلاقات بين طهران وأوروبا، حتى لا تكون إيران ورقة بيد موسكو في المعادلات الدولية، وقال: "علينا مواصلة العمل مع الغرب للحفاظ على الاتفاق النووي، ويجب تحسين علاقتنا الاستراتيجية معه، حتى لا تكون أيدي روسيا مفتوحة لتلعب ببطاقة إيران على حساب مصالحنا الاستراتيجية".
==========================
صباح :عفرين.. ما بين العسكري والاستخباري والدبلوماسي
أوكان مدرس أوغلو – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
تتمتع التحركات الدبلوماسية والاستخبارية على جبهة عملية غصن الزيتون في عفرين بالقدر نفسه من أهمية التحركات العسكرية. فقبل عدة أيام شهدنا مناورة تكتيكية من خلال عناصر شبه عسكرية تم تقديمها على أنها قوات تابعة للنظام السوري، إلا أن المناورة انتهت قبل أن تبدأ، بينما تأكدت صحة المعلومات حول استعداد إرهابيي وحدات حماية الشعب لتنظيم مظاهرة في مركز عفرين وهم يحملون أعلام النظام.
ومع اقتراب القوات المسلحة التركية من تنفيذ مرحلة محاصرة عفرين، سرّعت قوات النظام والميليشيات الموالية لإيران ووحدات حماية الشعب وتنظيم داعش من التعاون فيما بينها. فهناك الكثير من المعلومات تقول إن عناصر من داعش انتقلوا إلى صفوف وحدات حماية الشعب.
ومع أن من الواضح استهداف الولايات المتحدة إيران من خلال تأسيس دولة في شمال سوريا باستخدام وحدات حماية الشعب، إلا أنه لا حدود لألاعيب ومكائد طهران الرامية إلى إضعاف موقف أنقرة.
مع أن قادة الرأي في إيران بدأوا يتحدثون عن أن تركيا حققت تفوقًا في سوريا من خلال مكافحتها للإرهاب، في حين منيت بلادهم، التي تنفذ عمليات سرية، بالخسارة.
أما بالنسبة للولايات المتحدة، فهي تطالب بمعرفة خلفية العلاقات التركية مع روسيا، وتقول إن على أنقرة قطع علاقاتها مع طهران. وفي المقابل، لم تتخل واشنطن عن تطوير علاقاتها مع عناصر وحدات حماية الشعب لتتجاوز حدود الشراكة العملياتية.
بدورها، تصر موسكو على تأسيس تركيا نقاط مراقبة في مناطق خفض التوتر بمحافظة إدلب، من أجل حماية القواعد الروسية في اللاذقية وحميميم، وكأنها تطالب بثمن فتح الأجواء أمام المقاتلات التركية لتنفيذ غارات في عفرين.
يتمركز حاليًّا في إدلب ومحيطها عناصر النخبة من الكوماندوز والقوات التركية لمراقبة وقف إطلاق النار، فقط بهدف إدامة الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع روسيا.
وفوق ذلك فإن روسيا لا تألو جهدًا من أجل اختطاف ورقة وحدات حماية الشعب التي تمسك بها الولايات المتحدة، واستخدامها في تحقيق مآربها.
ولهذا أصبح أمر لا مفر منه أن تحل تركيا مشاكلها بنفسها، بالاعتماد على قدراتها المحلية والوطنية. وفي هذا الإطار تتمتع الشبكة المحلية التي أنشأها جهاز الاستخبارات التركي في سوريا بأهمية كبيرة.
بفضل القدرات الاستخبارية والتعاون مع العناصر المحلية أصبح الجيش التركي قادرًا على تحديد أماكن وتحركات العناصر الإرهابية ومن يقدم لها الدعم، قبل دخولها عفرين، ومن ثم تنفيذ عمليات محددة الأهداف.
وباختصار.. استنفرت تركيا كل قدراتها الوطنية من أجل مواجهة تشكيل دولة إرهابية على حدودها الجنوبية. وهذا التحرك قادر على تحقيق الأهداف المأمولة منه.
==========================